اعلن الألماني توني كروس لاعـب ريال مدريد الإسباني عَنْ قرار اعتزاله الذى اتخذه وكواليس القرار وأهدافه قبل تعليق حذائه، مع منتخـب بلده ومع فريقه.
وأعلن كروس قراره بالاعتزال بعد نهاية منافسات كاس امم أوروبا “يورو 2024”.
وقال كروس فى تصريحـات نشرتها صحيفة “ماركا” الإسبانية: “اى شخص استمع إلي بعناية فى السنوات الاخيره، سوف يسمعني أقول فى مرحلة ما إن الخيار الوحيد بالنسبة لي هو إنهاء مسيرتي فى ريال مدريد”.
وأضاف: “موسمي الأخير فى ريال مدريد يعني ان هذا الصيف سيكون النهايه، لا مزيد مـن ريال مدريد، لا مزيد مـن كرة القـدم، مـن الأسهل التفكير فى الامر لفترة طويلة بدلاً مـن قول ذلك، غالبًا ما أشعر بالقشعريرة عندما أواجه شيئًا ما، أو عندما أكون فى الْمَلْعَبُ أو عندما يقول شخص ما شيئًا ما ويصيبك بالقشعريرة”.
وواصل: “فلا بد ان الامر مميز، حتـى خارج نطاق الرياضة، اعتقد أنه ربما كان القرار الأصعب فى حياتي، والحمد لله أنني لم أضطر الي اتخاذ قرار أكثر صعوبة فى حياتي الخاصة، تلعب كرة القـدم فى سن السادسة وتتمكن مـن إدارتها الي حد ما حتـى تبلغ 34 عَامًٌا”.
وأشار: “إنه قرار خطير للغاية إذا كانـت كرة القـدم دائمًا فى قلب حياتك، ولهذا السبب لم يعد الامر بهذه السهولة الان أتفهم هذا الشعور، تكون سعيد مـن جانب وحزين مـن جانب آخر”.
وعن القرار فى عَامٌ 2023 بالاستمرار هذا العام، أفاد كروس: “لقد كنت بالفعل على وشك اتخاذ هذا القرار قبل عَامٌ لذلك تم اتخاذه بالفعل، لكنني كنت أفكر فيه أيضًا لفترة طويلة”.
وأستطرد: “بالنظر الي الماضي، يجب ان أقول إنه كان القرار الصحيح بالاستمرار لعام آخر، لأن الامور سارت حقًا كَمَا توقعت، بقيت بصحة جيدة، ولم يكن الامر كثيرًا بالنسبة لجسدي، لقد كان موسـمًا كاملاً آخر بدون إصابات”.
وأردف: “بالإضافة الي ذلك، قضيت وقتًا رائعًا، لقد استمتعت حقًا بمعظم المباريات، وتمكنت مـن الحفاظ على مستواي ونجحنا كفريق، بالطبع، هذا دائمًا هـدف كثير عندما تفكر فى التقاعد، وهو أنك تريد التقاعد بنجاح، حتـى قبل نهائى دورى أبطال أوروبا، أستطيع ان أقول إنه كان موسـمًا ناجحًا”.
وواصل: “الان يبدو وكأنه الوقت المثالي، كنت أرغب دائمًا فى التقاعد فى افضل لحظة فى مسيرتي، ومن اثناء الأمثلة الكثيرة، مـن الواضح ان الامر ليس سهلاً، وأن هذه النقطة يمكن ان تضيع بسرعة كبيرة”.
اقرأ أيضًا | رَسْمِيًٌّا.. يويفا يصرح عَنْ المدينة المضيفة لنهائي دورى أبطال أوروبا 2026
وأكد: “لم أرغب أبدًا فى الشعور بأن النادي والجماهير والأشخاص مـن حولي يجب ان يقولوا لي فى النهايه لقد انتهى الامر!، أو أنه سينتهي بي الامر بالجلوس هنا على مقاعد البدلاء لمدة عامين أو ثلاثة أعوام أخرى، وهذا، فى بعض النواحي، لن يكون جديرًا بمسيرة مهنية، لذلك أنا سعيد وفخور بعض الشيء لأنني تمكنت مـن تجنب كل هذه الأشياء، إنه شعور جميل”.
وعلّق كروس: “مع المشاريع المتنوعة التى قمت ببنائها أو التى أقوم ببنائها بالتوازي، يمكنني ان أتخيل تمامًا حياة بدون كرة قدم، هذا لا يعني أنني لا أفتقد شيئًا ما، لقد كانـت كرة القـدم هى المحور المطلق فى حياتي منذ ان كنت فى السادسة مـن عمري، بالطبع سأفتقدها”.
وأكد: “لكنني سأفتقدها سواء تركتها الان أو بعد سنة أو بعد خمس اعوام، ومن الواضح أنه فى مرحلة ما سيكون هناك تغيير كثير، ولكن يمكنني أيضًا رؤية الأشياء الإيجابية تمامًا، المزيد مـن الوقت فى المنزل، وليس المزيد مـن الرحلات والإقامة فى الفنادق، وهذا ما لدي اثناء موسـم مثل هذا”.
وتابع: “بالإضافة الي كل المتعة والانتصارات، ينتابك أيضًا هذه المشاعر، حيـث يكون لديك دائمًا عشر أو اثنتي عشرة رحلة سنويًا حيـث تفكر، رائع، يبدو ان هذا عشرة أو اثني عشر يـومًا ضائعة، وهذه هى الطريقة التى تعود بها الي المنزل”.
واسترسل: “أو ان تسافر مرة أخرى لمدة ثلاثة أيام لحضور مباراة كرة قدم مدتها 90 دقيقة، على الرغم مـن متعة لعبة كرة القـدم هذه، قد تفكر أحيانًا، رائع، سأسافر لمدة ثلاثة أيام فى فندق، ماذا يمكنني ان أفعل فى المنزل اثناء ذلك الوقت؟ هذه الأفكار كانـت تدور فى ذهني لفترة مـن الوقت، إنني أسعى الي قضاء بعض الوقت فى تقرير المصير، والمزيد مـن الوقت فى المنزل”.
وسُئل كروس إذا كان ريال مدريد ترك الامر بين يديه، وأجاب: “التوقيت جيد لأنني اتخذت هذا القرار بنفسي، يمكنني اتخاذه بنفسي فى اى وقت، لم يتم اتخاذه مـن أجلي، هذا الشعور مهم للغاية، وهو ان يكون الامر بين يديك، وهذا ليس هو الحال دائمًا”.
وشدد: “أريد الاستمتاع بكرة القـدم حقًا فى الأسابيع القادمة وتحقيق أقصى قدر مـن النجاح، لم أكن لأفكر فى الامر حينها، لأنني أعرف ذلك أيضًا إذا لم ترصد أداءً متسقًا، فإن متوسط العمر فى مثل هذه الانديه لا يكون طويلًا فى بعض الأحيان، لقد شرعت فى مغامرة وحشية، لم يكن الامر يتعلق فقط بالذهاب الي أكبر نادٍ فى العالم، إن السفر الي الخارج مع مثل هذه العائلة الصغيرة يعد خطوة كبيرة”.
وعن وصوله الي مدريد، أفاد: “الطريقة التى استقبلونا بها هنا بأذرع مفتوحة كانـت جيدة للغاية، لم يكن لدي شعور بأنه يجب علي أولاً ان ألعب بشكل جيد ومن ثم ان أكون محبوبًا، كان لدي شعور بأنهم قبلوني على الفور فى عائلة ريال مدريد، وهذا ما أعطاني دفعة جيدة على الفور، وأصبحت على مر السنين علاقة لا تزال تعتـبر غير قابلة للانفصال حتـى اليـوم”.
وشدد: “ولن أنسى أبدًا الثقة والتقدير والمودة التى أظهروها لي شخصيًا وكلاعب كرة قدم، حاولت دائمًا ان أكون مخلصًا قدر الإمكان، بالنسبة لي ريال مدريد فى تلك السنوات كان ولا يزال مميزًا، لا يسعني إلا ان أشكر عائلة ريال مدريد، قبل وصولي الي ريال مدريد، كان ريال مدريد يمتلك كل شيء، هناك امتنان مـن كلا الجانبين، لأن الريال لم يتعامل معي معاملة سيئة، ليس قرارًا سهلاً ان أترك فريق حياتي، هذا المنزل الذى وجدته هنا”.
وعن تأثير العودة للمنتخب الألماني فى نهاية مسيرته، أوضح كروس: “فى النهايه، ليس حقًا، على الرغم مـن أنني بدأت أفكر فى الامر فى نفس الوقت، ولم أكن بالضرورة أقوم بالربط بينهما، لكن الفكرة غالبًا ظهرت، ما هو الحل الأفضل لكل شيء فكرت فيه، لقب دورى أبطال أوروبا ولقب كاس أوروبا، هذا ما قررناه (يضحك)، استغرق الامر مني شهرين آخرين تقريبًا لاتخاذ قرار فى النادي”.
وأتم: “لدي هـدف كثير وهو الفـوز فى ويمبلي (بنهائي دورى أبطال أوروبا) ولعب بطوله اوروبية جيدة مع ألمانيا فى الصيف، ومن الصيف سيكون لدي ما يكفي مـن الوقت للتفكير فى ما حققته، وما زلت لاعـب كرة قدم لديه اهداف رائعة”.